مرام مختار
خلصتي شغلك ؟
اذكر قبل ٣ سنوات وعندما قررت العوده لممارسة هواية الرسم
بدأت الرسم على طاولة الطعام منتصف غرفة المعيشه وأول ماعاد والدي من الصلاة نظر الي مستغرباً :
" ماشاء الله شكلك فاضيه اليوم !"
هنا جاوبته بأنني لست فاضيه ، ولكنني قررت أن أخصص وقت لممارسة هوايتي من جديد .
بعدها بدأ ينظر لرسوماتي بنظرات إعجاب ويسألني
" طيب بعدين ، بتسوي معرض او راح تبعيهم ؟"
جاوبته ضاحكه " لا بابا ، مو لازم أنا ارسم عشان نفسي "
تساؤلات والدي عن فائدة الرسم وماإذا سيتحول لعائد مادي تذكرني بنظرتنا دائما لهواياتنا على أنها مصدر للمال
هل نحن ملزمين حقاً بتحويل كل مانُحب ونهوى إلى مصدر دخل ؟؟
اعترف بأني كنت اعتقد بشده بأن مصير كل هواية هو حتماً مشروع مربح وناجح
اذكر عندما كنت اتذوق كعكه لذيذه من إحدى الصديقات
او انبهر من تنسيق احداهن لإحدى الحفلات
كنت دائما ماادفعها بقوه لاتباع شغفها وتحويله لمشروع
و كنت اتهم الكثيرات منهن بالكسل او التقاعس واحيانا كنت اشدد التهمه لتصل إلى الخيانه العظمى
نعم خيانه الذات ، خيانة الأحلام
ولكن بعد تجربتي في عالم المشاريع
ايقنت بأن ليس كل مانحب ونهوى سيظل كذلك
في احيان كثيره تظل الجائزة الكبرى من فعل مانحب هي هذا الشعور بالحب ، بالشوق ، بالحماسه
هذه العلاقه التي لاتحكمها اي شروط
او التزامات وهي ماتجعلنا نحب مانحب
مايجعلنا نحب مانحب هو الحرية التي تصاحبه
والتي تختفي تماماً بمجرد ربطه بهدف مادي
يقال اذا دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك
لكن ماذا لو دخل المال ؟ هل سيبقى الحب ؟؟

إحدى رسماتي بالألوان الخشبيه